الأحد، 26 مايو 2013

لكل خطب مهم حسبي الله

لكلِّ خطبٍ مهمٍّ حسبيَ اللهُ * أرجو بهِ الأمنَ مما كنتُ أخشاهُ
وأستغيثُ بهِ في كلِّ نائبة * وما ملاذيَ في الدارينِ إلا هو
ذو المنِّ والمجدِ والفضلِ العظيمِ ومنْ * يدعوهُ سائلهُ رباهُ رباهُ
لهُ المواهبُ والآلآءُ والمثلُ الـ * أعلى الذي لا يحيط الوهمُ علياهُ
القادرُ الآمرُ الناهي المدبرُ لا * يرضى لنا الكفرَ والإيمانَ يرضاهُ
منْ لا يقالُ بحالٍ عنهُ كيفَ ولا * لفضلهِ كمْ تعالى ربنا اللهُ
ولا يغيرهُ مرُّ الدهورِ ولا * كرُّ العصور ولا الأحداثُ تغشاهُ
ولا يعبرُ عنهُ بالحلولِ ولا * بالانتقالِ دنا أوْ ناءَ حاشاهُ
أنشا العوالمَ إعلاماً بقدرتهِ * وأغرقَ الكلَّ منهمْ بحرَ نعماهُ
وأوجدَ الخلقَ باري الخلقِ منْ عدمٍ * على محبة خيرِ الخلقِ لولاهُ
محمدٌ منْ زكتْ شمسُ الوجودِ به * وطابَ منْ ثمراتِ الكونِ حرفاهُ
خير النبيينَ محيي الدينِ ذو شرفٍ * طابتْ ذوائبهُ فرعاً ومنشاهُ
فردُ الجلالة فردُ الجودِ ألبسهُ * تاجَ الجلالةِ منْ للخلقِ أهداهُ
أغشاهُ خلعة َ نورٍ فيهِ أودعها * جبريلُ وهوَ بإذنِ اللهِ غشاهُ
فأشرقَ الكونُ منْ أنوارِ بهجتهِ * وطابَ رياهُ لما طابَ رياهُ
لله خرقةُُ أنوارٍ تداولها * أئمةٌٌ لهمُ التمكينُ والجاهُ
سرٌ تشعشعَ عنْ سرِّ الغيوبِ فما * زالتْ بصائرُ أهلِ الحقِّ ترعاهُ
ما بينَ جبريلَ والطهرِ بن آمنةٍٍ * إلى الإمامِ عليّ كانَ مسراه
وفي الحسينِ وفي نجلِِ الحسينِ وزيـ * ـن العابدينَ رحيمُ القلبِ أواهُ
فباقرِ العلمِ فالميمونِ جعفرهُ * فكاظمُ الغيظِ موسى منْ كموساهُ
إلى عليِّ الرضا سامى الفخارِ وكمْ * مستقبلِ السرِّ منْ ماضٍ تلقاهُ
أئمةٌٌ منْ بني الزهرا لهمْ شرفٌ * هم خمسة حيدرٌ فيهمْ وزهراهُ
همْ عرفوا الشيخَ معروفاً أخا كرمٍ * أدنوهُ قبلَ سرىٍّ وهوَ أدناهُ
سارَ السريُّ على آثارِ سيرتهمْ * إلى الجنيدِ مجداً حينَ آخاهُ
ألقى الجنيدُ إلى الشبليِّ نورَ هُدى * هَدَى بهِ الخلقَ طراً ثمَّ أهداهُ
إلى المحدثِ عبدِ الواحدِ القمرِ السـ * ـاري فأودعهُ مصباحَ دنياهُ
أعني أبا الفرجِ الهادي فخصًَّ بهِ * أبا سعيدٍ فكانَ الفردُ عقباهُ
ومنهُ في الشيخِ عبدِ القادرِ ابتهجتْ * طلائعُ الفضلِ نوراً في محياهُ
كالشمسِ تسفرُ منْ أقصى مطالعها * حسناً وكالبدرِ ملءُ العينِ مرآهُ
و كالغمامِ إذا استمطرتهُ كرماً * وكالصبا خلقاً إنْ رقَّ مهواهُ
منْ آلِ فاطمةَ الزهراءِ ذو شرفٍ * أتى بهِ الدهرُ فرداً عنْ مثناهُ
على جلالتهِ أنوارُ هيبتهِ * كالسيفِ إنْ راقَ حسناً رقَّ حداهُ
فخرا لجيلانِ دونَ العالمينَ بهِ * إذْ غايةُ الشرفِ الأعلى قصاراهُ
ألقى منَ السرِّ في الحدادِ نورَ هدى * هَدَاهُ وهوَ لفردِ العصرِ أداهُ
محمدٍ ذي التقى المكي ابنِ أبي * بكرٍ فذلكَ سرُ اللهِ آتاهُ
إلى ابنهِ الشيخِ عبدِ الواحدِ اتصلتْ * أسبابهُ فأبو عثمانَ مولاهُ
إلى أبي بكرٍ الشاميِّ منْ عُمَرٍ * إلى أخيهِ علي ٍّ نجمِ علياهُ
و صارمِ الدينِ إبراهيمَ صنوهما * رجا بهِ في ذرى صنويهِ عماهُ
الناخبين شهابُ الدينِ سيدنا * شمسُ الدنا والذي طابتْ سجاياهُ
الماجدُ الحرضيُّ المنتقى شرفاً * في رتبة نالَ فيها ما تمناهُ
أغشى العُرابيَّ منْ أنوارِ بهجتهِ * سرُّ العناية ِ منهُ حينَ والاهُ
فلمْ يزلْ عمرُ الفاروقُ مرتقياً * إلى جنابِ عزيزٍ عزَّ مرقاهُ
أولئكَ الزهرُ أربابُ الكمالِ فما * يزالُ مسمعهُ فيهمْ ومرآهُ
أهلُ الولاية والعزِ الذينَ لهمْ * فخرٌ ينيفُ على الجوزاءِ أدناهُ
السائرينَ إلى عينِ الحقيقةِ في * أهدى السبيلِ وأسناهُ وأسماهُ
مايبرحُ الفضلُ عنهمْ بلْ لهمْ وبهمْ * معادُهُ أبداً فيهمْ ومبداهُ
الوارثينَ رسولَ اللهِ سيرَتَهُ * فكلهمْ بعدهُ في الهدى ِ أشباهُ
و كمْ خلائقَ لا يحصونَ غيرهمُ * في نهجِ خرقتنا تاهوا وما تاهوا
عسى بجاهِ أولاكَ القومِ يغفرُ لي * مهيمنٌ أنا أرجوهُ وأخشاهُ
فلى صحائفُ في الأوزارِ قدْ ملئتْ * واخجلتي منْ كتابيِ حينَ أقراهُ
ضللتُ بالجهلِ عنْ قصدِ السبيلِ ومنْ * يضلُّ عنهُ فإنَّ النارَ مأواهُ
وخنت مولاي عهدا من ( ألست ) وما * يمحو خطاياه إلا صفح مولاه
يا رائدَ الحيِّ بالجرعا أجبنيَ هلْ * رأيتَ صوبَ الحيا الوَسْمِىِّ حياهُ
و هلْ ترنحَ أغصانُ الأراكِ بهِ * لنسمة ِ الريحِ وارتاحتْ خزاماهُ
باللهِّ سلمْ على الوادي وجيرتهِ * وما حواهُ مصلاهُ ومسعاهُ
كمْ يدعي حبَّ أهلِ المروتينِ معي * منْ لا تصدقهُ في الحبِ دعواهُ
و كمْ تواجدَ منْ وجدي ليشبهني * منْ ليسَ تسعدهُ بالدمعِ عيناهُ
أخفي محبتهمْ عنهمْ وأجحدها * وأصعبُ المذهبِ العذرى ِّ أخفاهُ
و كيفَ أكتمُ سراً يشهدانِ بهِ * دمعٌ يسيل وقلبٌ ذبنَ أحشاهُ
مالي إذا ذكروا جرعاءَ ذي سلمٍ * أرخصتُ منْ دمعي المهراقَ أغلاهُ
ذكرى حبيباً بأرضِ الشامِ يعشقهُ * قلبي على بعدِ دارينا وأهواهُ
طبيعة منْ طباعِ النفسِ خامسةٌ * تملي على خطراتِ القلبِ ذكراهُ
محبة لرسولِ اللهِ أذخرها * ليومِ أُسألُ عنْ ذنبي فأجزاهُ
حسنتُ ظني وآمالي بذي كرمٍ * تلقاكَ منْ قبلِ أنْ تلقاهُ بشراهُ
محمدٌ سيدُ الساداتِ منْ وطئتْ * حجبَ العلاَ ليلة َ المعراجِ نعلاهُ
مهذبُ الخلقِ والأخلاقُ بهجتهُ * ينبيكَ عن حسنهِ عنوانُ حُسناهُ
ومثلهُ ما رأتْ عينٌ ولا سمعتْ * أذنٌ ولا نطقتْ بهِ في الكونِ أفواهُ
كلُّ الملائكِ والرسلِ الكرامِ على * فصِّ الجلالة ِ شكلٌ وهوَ معناهُ
راحى وراحة ُ روحي أنتَ أنتَ فما * ألذَّ ذكركَ في قلبي وأحلاه ُ
ياسيدي يا رسولَ اللهِ خذ بيدي * في كلِّ هولٍ منَ الأهوالِ ألقاهُ
يا عدتي يا نجاتي في الخطوبِ إذا * ضاقَ الخناقُ لخطبٍ جلَّ بلواهُ
إنْ كانَ زاركَ قومٌ لم أزرْ معهمْ * فإنَّ عبدكَ عاتقهُ خطاياهُ
والعفوُ أوسعُ منْ تقصيرِ منْ قعدتْ * بهِ الذنوبُ فلمْ تنهضْ مطاياهُ
وكلنا منكَ راجونَ الشفاعة مِنْ * هوى أطعناهُ أوْ حقٍّ أضعناهُ
فاسمعْ جواهرَ مدحٍ فيكَ حَبَّرَهَا * حبرٌ إذا ماجَ بحرُ الشعرِ أملاهُ
مهاجريةٌ افْتَرَّتْ كمائمها * عنْ ثغر مدحِ ثناهُ لا ثناياهُ
فارحمْ مؤلفها عبدَ الرحيمِ وكنْ * حماهُ منْ همِّ دنياهُ وأخراهُ
و الحمدُ للهِ حمداً لا انقضاءَ لهُ * وحسبيَ اللهُ إذْ لا ربَّ إلا هوُ
و بعدَ أزكي صلاة ٍ ثمَّ ثاويةً * على جلالة منْ قدْ طابَ مثواهُ
موصولةً بسلامِ اللهِ دائمةً * تؤتيه من نسمات المسك أذكاه
و تشملُ الآلَ والصحبَ الكرامَ ومنْ * رعى الوفاءَ لهُ حقاً وأرعاهُ
ما لاح نورٌ على أرجاءِ قبتهِ * وما تيممتِ الزوارُ مغناهُ
وجاد ذاك الثرى الميمون منسجم * يسقيه من كل هام المزن أهناه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق