1- مدحتُ رسولَ الله أبغي بمدحه
()
وُفورَ حظوظي من كريم المواهبِ
2- مدحت امرءاً فاق المديح، موحَّداً
()
بأوصافه من مُبعِدٍ ومقاربِ
3- نبيٌّ تَسامَى في المشارق نوره
()
فلاحت( هواديه لأهل المغاربِ
4- أتتنا به الأنباءُ قبل مجيئه
()
وشاعت به الأخبار في كل جانبِ
5- وأصبحت الكُهّان تهتف باسمه
()
ويُنْفَى به رَجم الظنون الكواذبِ
ِ
6- وأُنطِقَت الأصنامُ نطقاً تبرأت
()
إلى الله فيه من مقال الأكاذبِ
7- وقالت لأهل الكفر قولاً مبيَّناً:
()
أتاكم رسول من لؤيّ بن غالبِ
8- ورامَ استراقَ السمع جنٌّ فَزَيَّلَت
مقاعِدَهم منها رجومُ الكواكبِ
10- وجاء بآيات تُبَيِّنُ أنها
دلائل جبّار، مثيبٍ مُعاقِبِ
11- فمنها انشقاق البدر حينَ تعمَّمَت
شُعوب الضيا منه رؤوسَ الأخاشبِ
12- ومنها نُبوعُ الماء بين بَنانه
وقد عَدِمَ الوُرّاد قرب المشاربِ
13- فروَّى به جَمّاً غفيرا وانهلت
بأعناقه طوعاً أكُفُّ المَذَانبِ
ِ
14- وبئرٌ طَغَت بالماء من مسّ سَهْمه
ومِنْ قَبلُ( ) لم تَسمَح بمَذْقَةِ شاربِ
15- وضرْعٌ مراهُ فاستدرّ، ولم تكن
به دَرَّةٌ تصغي( ) إلى كفّ حالبِ
16- ونطق فصيح من ذراع مبينة
لكيد عدوٍّ للعداوة ناصبِ
17- وإخبارُه بالأمر من قبل كَونِه
وعند مباديه( ) بما في العواقبِ
18- ومن تكلم الآيات وحيٌ أتى به
قريبُ المآتي، مستَجِمّ العجايبِ
19- تقاصرت الأفكار عنه، فلم تُطِع
سواه، ولم تخطر( ) على قلب خاطبِ
20- حوى كلَّ علم، واحتوى كلّ حكمة
وفاق ( ) مَرام المستمر المواربِ
21- أتانا به، لا عن رويّة مرتئ
ولا صُحْفِ مُسْتَمْلٍ، ولا وصفِ مخاطبِ
22- يواتيه طورا في إجابة سائل
وإفتاء مُستَفْتٍ، ووعظِ مخاطبِ
23- وإتيانِ برهانٍ، وفرضِ شرائع
ونصِّ أحاديثٍ، ونَصْب( ) مآربِ
24- وتصريفِ أمثال، وتثبيت حجة
وتعريف ذي جحد، وتوقيف كاذبِ
25- وفي مجمع النادي، وفي حومة الوغى
وعند حديث( ) المعضلات الغرايبِ
26- فيأتي على ما شئت من طُرُقاته
كريمَ المعاني( ) مستلَذَّ الضرايبِ
27- يُصَدِّق منه البعض بعضاً كأنما
يلاحظ معناه بعين المراقبِ
28- وعَجُز الورى عن أن يجيئوا بمثل ما
وصفناه معلوم بطول التجاربِ
29- تأبَّى بعبد الله أكرمِ والد
نبلّج منه عن كريم المناسبِ
30- وشيبةَ ذي الحمد الذي فخرت به
قريش على( ) أهل العلا والمناصبِ
31- ومن كان يُسْتَسْقي الغمامُ بوجهه
ويُصْدَرُ عن( ) آرائه في النواصبِ
32- وهاشمٍ الباني مَشِيدَ افتخاره
بِغُرّ المساعي،( ) وابتذال المواهبِ
33- وعبد مناف، وهو عَلَّم قومه انـ
بساط الأماني ( ) واحتكام الرغايبِ
34- وإنَّ قُصَيّاً من كرامِ غراسِه
لفي مَنْهَلٍ لم( ) يَدنُ من كفّ قاضبِ
35- به جمع الله القبائل بعدما
تَقَسَّمها بَتُّ الأكف( ) السوالبِ
36- وحلَّ كِلابٌ من ذْرى المجد معقلاً
تقاصَرَ عنه كل( ) دان وعازبِ
37- ومُرَّة لم يَحْلُل مريرةَ عزمه
سفاه سفيه ( ) أو محوبة حايبِ
38- وكعبٌ عَلا عن طالب المجد كعبُه
فنال بأعلى السعي أعلى المراتبِ
هِمَمُ الشُمّ الأنوفِ( ) الأغالبِ
40- وفي غالبٍ بأس أتى الناس دونهم
يدافع عنهم كلَّ قرن ( ) مغالبِ
41- وكانت لِفِهْرٍ في قريش خَطابَةٌ
يعوذ بها ( ) عند افتخار المخاطبِ
42- وما زال منهم مالكٌ خيرَ مالكٍ
وأكرمَ مصحوب، وأنجدَ صاحبِ
43- وللنَضْر طَوْلٌ يَقْصُر الطَّرْفُ دونَه
يجيب إلى ضوء( ) النجوم الثواقبِ
44- لعمري لقد أبدى كنانة قبله
محاسن تأبى أن تطوع لغالبِ
45- ومن قَبلِه أبقى خُزَيمة حمدَه
تليدَ تراث عن طريف الأقاربِ
46- ومُدرِكَةٌ لم يُدرِك الناسُ مِثلَه
أعفَّ وأغنى( ) عن دنيّ ( ) المكاسبِ
47- وإلياس كان اليأس منه مقارِناً
لأعدائه قبل اعتداد الكتائبِ
48- وفي مُضَرٍ يُسْتَجْمَع الفَخرُ كلُّه
إذا اعترفت( ) يوماً زحوفُ المناقبِ
ِ
49- وحلَّ نِزارٌ من رياسة أهله
محلَّا تَسامَى عن عيون الرواقبِ
50- وكان مَعَدٌّ عُدَّةً لِوَليِّه
إذا خاف من كيد العدو المحاربِ
51- وما زال عدنانٌ إذا عُدَّ فضلُه
تَوَحَّدَ فيه( ) عن قريب وصاحبِ
52- وأدٌّ تأدّى الفضلُ فيه لغاية
وإرثٍ حواه عن( ) قروم أَشاهِبِ
53- وفي أُدَدٍ حُكْمٌ تَزَيَّن في حِجاً
إذا الحكم أزهاه ( ) فُطورُ الحواجبِ
ِ
54- وما زال يستعلى هَمَيْسَعُ بالعُلا
ويتبع آمالَ البعيد المراغبِ
55- ونَبْتٌ بَنَتْه دوحةُ العز، وابتنى
معاقله من( ) مُشْمَخِّر الأهاضبِ
56- وحِيزَت لِقَيدارٍ سماحةُ حاتم
وحكمة لقمان،( ) وهمةُ حاجبِ
57- همُ نسلُ إسماعيلَ صادقِ وَعدِهِ
فما بعده في الفخر مسعى لذاهبِ
58- وكان خليلُ الله أكرمَ من عَنَت
له الأرض،( ) من ماشٍ عليها وراكبِ
59- وتارِحُ ما زالت له أريحية
تُبَيِّنُ منه( ) عن حميد الضرايبِ
60- وناحورُ بَحرٌ، والعِدا خَضعَت له
بأشياء لمّا( ) يُحْصِها عَدُّ حاسبِ
61- وسارعُ في الهيجاء ضيغمُ غابة
يَقِدُّ الكِلى( ) بالمرهفات القواضبِ
62- وأرغو قناةٌ في الحروب محكَّمٌ
ضنينٌ على( ) نفس المُشِحّ المُغالبِ
63- وما فالِغٌ في فضله تِلْوَ قومه
ولا عابِرٌ من( ) دونِهم في المراتبِ
64- وشالِخُ وأرْفَخْشَدْ وسامٍ سَمَت بهم
سجايا حَمَتْهُم( ) كلَّ زارٍ وعايبِ
ِ
65- وما زال نُوْحٌ عند ذي العرش فاضلاً
يُعَدِّدُه في ( ) المصطَفين الأطاييبِ
ِ
66- وَلمْكٌ أبوه كان في الروع رائضاً
جريئاً على نفس( ) الكميّ المُضاربِ
67- ومِن قبل لَمْكٍ لم يزل مَتوشلِخٌ
يذود العدا ( ) بالذائدات الشواذبِ
68- وكانت لإدريس النبيّ منازل
من الله، لم يُعْزَز( ) بهمة راغبِ
69- ويادَرُ بَحرٌ عند أهل سماته
أبيُّ الخزايا، ( ) مستِدقُّ المذاهبِ
70- وكانت لمهلاييلَ فيهم فضايلٌ
مهذَّبة من( ) فاحشات المثالبِ
71- وقَيْنانُ مِن قبلُ اقتنى مجدَ قومه
وفات بشأوِ الفضل( ) حدَّ الركايبِ
72- وكان أنوش ناشَ للمجد نفسه
ونزّهها عن مُرِديات المطالبِ
73- وما زال شيتٌ بالفضائل فاضلاً
سريّاً بريّاً من( ) ذميم المعايبِ
74- وكلُّهمُ مِن نور آدم اقبسوا
وعن عوده أجنوا ثمار المناقبِ
75- وكان رسول الله أكرمَ مُنْخَبٍ
جرى في ظهور( ) الطيبين المناخبِ
76- عقايلُه، آباؤه، أمّهاته
مبرأةٌ من ( ) فاضحات المثالبِ
77- عليه سلام الله في كل شارق
ألاحَ لنا ضوءاً، وفي كل غاربِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق