الأحد، 26 مايو 2013

مدحتُ رسولَ الله أبغي بمدحه

1- مدحتُ رسولَ الله أبغي بمدحه
()    
وُفورَ حظوظي من كريم المواهبِ
   
2- مدحت امرءاً فاق المديح، موحَّداً 
()    
بأوصافه من مُبعِدٍ ومقاربِ
   
3- نبيٌّ تَسامَى في المشارق نوره
()    
فلاحت( هواديه لأهل المغاربِ
   
4- أتتنا به الأنباءُ قبل مجيئه
()    
وشاعت به الأخبار في كل جانبِ
   
5- وأصبحت الكُهّان تهتف باسمه
()    
ويُنْفَى به رَجم الظنون الكواذبِ
ِ    
6- وأُنطِقَت الأصنامُ نطقاً تبرأت
()    
إلى الله فيه من مقال الأكاذبِ
   
7- وقالت لأهل الكفر قولاً مبيَّناً:
()    
أتاكم رسول من لؤيّ بن غالبِ
   
8- ورامَ استراقَ السمع جنٌّ فَزَيَّلَت
   
مقاعِدَهم منها رجومُ الكواكبِ
   
10- وجاء بآيات تُبَيِّنُ أنها
   
دلائل جبّار، مثيبٍ مُعاقِبِ
   
11- فمنها انشقاق البدر حينَ تعمَّمَت
   
شُعوب الضيا منه رؤوسَ الأخاشبِ
   
12- ومنها نُبوعُ الماء بين بَنانه
   
وقد عَدِمَ الوُرّاد قرب المشاربِ
   
13- فروَّى به جَمّاً غفيرا وانهلت
   
بأعناقه طوعاً أكُفُّ المَذَانبِ
ِ    
14- وبئرٌ طَغَت بالماء من مسّ سَهْمه
   
ومِنْ قَبلُ( )  لم تَسمَح بمَذْقَةِ شاربِ
   
15- وضرْعٌ مراهُ فاستدرّ، ولم تكن
   
به دَرَّةٌ تصغي( )  إلى كفّ حالبِ
   
16- ونطق فصيح من ذراع مبينة
   
لكيد عدوٍّ للعداوة ناصبِ
   
17- وإخبارُه بالأمر من قبل كَونِه
   
وعند مباديه( )  بما في العواقبِ
   
18- ومن تكلم الآيات وحيٌ أتى به
   
قريبُ المآتي، مستَجِمّ العجايبِ
   
19- تقاصرت الأفكار عنه، فلم تُطِع
   
سواه، ولم تخطر( ) على قلب خاطبِ
   
20- حوى كلَّ علم، واحتوى كلّ حكمة
   
وفاق ( ) مَرام المستمر المواربِ
   
21- أتانا به، لا عن رويّة مرتئ
   
ولا صُحْفِ مُسْتَمْلٍ، ولا وصفِ مخاطبِ
   
22- يواتيه طورا في إجابة سائل
   
وإفتاء مُستَفْتٍ، ووعظِ مخاطبِ
   
23- وإتيانِ برهانٍ، وفرضِ شرائع
   
ونصِّ أحاديثٍ، ونَصْب( ) مآربِ
   
24- وتصريفِ أمثال، وتثبيت حجة
   
وتعريف ذي جحد، وتوقيف كاذبِ
   
25- وفي مجمع النادي، وفي حومة الوغى
   
وعند حديث( ) المعضلات الغرايبِ
   
26- فيأتي على ما شئت من طُرُقاته
   
كريمَ المعاني( ) مستلَذَّ الضرايبِ
   
27- يُصَدِّق منه البعض بعضاً كأنما
   
يلاحظ معناه بعين المراقبِ
   
28- وعَجُز الورى عن أن يجيئوا بمثل ما
   
وصفناه معلوم بطول التجاربِ
   
29- تأبَّى بعبد الله أكرمِ والد
   
نبلّج منه عن كريم المناسبِ
   
30- وشيبةَ ذي الحمد الذي فخرت به
   
قريش على( ) أهل العلا والمناصبِ
   
31- ومن كان يُسْتَسْقي الغمامُ بوجهه
   
ويُصْدَرُ عن( ) آرائه في النواصبِ
   
32- وهاشمٍ الباني مَشِيدَ افتخاره
   
بِغُرّ المساعي،( )  وابتذال المواهبِ
   
33- وعبد مناف، وهو عَلَّم قومه انـ
   
بساط الأماني ( ) واحتكام الرغايبِ
   
34- وإنَّ قُصَيّاً من كرامِ غراسِه
   
لفي مَنْهَلٍ لم( ) يَدنُ من كفّ قاضبِ
   
35- به جمع الله القبائل بعدما
   
تَقَسَّمها بَتُّ الأكف( ) السوالبِ
   
36- وحلَّ كِلابٌ من ذْرى المجد معقلاً
   
تقاصَرَ عنه كل( )  دان وعازبِ
   
37- ومُرَّة لم يَحْلُل مريرةَ عزمه
   
سفاه سفيه ( ) أو محوبة حايبِ
   
38- وكعبٌ عَلا عن طالب المجد كعبُه
   
فنال بأعلى السعي أعلى المراتبِ



هِمَمُ الشُمّ الأنوفِ( ) الأغالبِ
   
40- وفي غالبٍ بأس أتى الناس دونهم
   
يدافع عنهم كلَّ قرن ( ) مغالبِ
   
41- وكانت لِفِهْرٍ في قريش خَطابَةٌ
   
يعوذ بها ( ) عند افتخار المخاطبِ
   
42- وما زال منهم مالكٌ خيرَ مالكٍ
   
وأكرمَ مصحوب، وأنجدَ صاحبِ
   
43- وللنَضْر طَوْلٌ يَقْصُر الطَّرْفُ دونَه
   
يجيب إلى ضوء( ) النجوم الثواقبِ
   
44- لعمري لقد أبدى كنانة قبله
   
محاسن تأبى أن تطوع لغالبِ
   
45- ومن قَبلِه أبقى خُزَيمة حمدَه
   
تليدَ تراث عن طريف الأقاربِ
   
46- ومُدرِكَةٌ لم يُدرِك الناسُ مِثلَه
   
أعفَّ وأغنى( ) عن دنيّ ( ) المكاسبِ
   
47- وإلياس كان اليأس منه مقارِناً
   
لأعدائه قبل اعتداد الكتائبِ
   
48- وفي مُضَرٍ يُسْتَجْمَع الفَخرُ كلُّه
   
إذا اعترفت( )  يوماً زحوفُ المناقبِ
ِ    
49- وحلَّ نِزارٌ من رياسة أهله
   
محلَّا تَسامَى عن عيون الرواقبِ
   
50- وكان مَعَدٌّ عُدَّةً لِوَليِّه
   
إذا خاف من كيد العدو المحاربِ
   
51- وما زال عدنانٌ إذا عُدَّ فضلُه
   
تَوَحَّدَ فيه( ) عن قريب وصاحبِ
   
52- وأدٌّ تأدّى الفضلُ فيه لغاية
   
وإرثٍ حواه عن( ) قروم أَشاهِبِ
   
53- وفي أُدَدٍ حُكْمٌ تَزَيَّن في حِجاً
   
إذا الحكم أزهاه ( ) فُطورُ الحواجبِ
ِ    
54- وما زال يستعلى هَمَيْسَعُ بالعُلا
   
ويتبع آمالَ البعيد المراغبِ
   
55- ونَبْتٌ بَنَتْه دوحةُ العز، وابتنى
   
معاقله من( ) مُشْمَخِّر الأهاضبِ
   
56- وحِيزَت لِقَيدارٍ سماحةُ حاتم
   
وحكمة لقمان،( )  وهمةُ حاجبِ
   
57- همُ نسلُ إسماعيلَ صادقِ وَعدِهِ
   
فما بعده في الفخر مسعى لذاهبِ
   
58- وكان خليلُ الله أكرمَ من عَنَت
   
له الأرض،( )  من ماشٍ عليها وراكبِ
   
59- وتارِحُ ما زالت له أريحية
   
تُبَيِّنُ منه( ) عن حميد الضرايبِ
   
60- وناحورُ بَحرٌ، والعِدا خَضعَت له
   
بأشياء لمّا( )  يُحْصِها عَدُّ حاسبِ
   
61- وسارعُ في الهيجاء ضيغمُ غابة
   
يَقِدُّ الكِلى( ) بالمرهفات القواضبِ
   
62- وأرغو قناةٌ في الحروب محكَّمٌ
   
ضنينٌ على( ) نفس المُشِحّ المُغالبِ
   
63- وما فالِغٌ في فضله تِلْوَ قومه
   
ولا عابِرٌ من( )  دونِهم في المراتبِ
   
64- وشالِخُ وأرْفَخْشَدْ وسامٍ سَمَت بهم
   
سجايا حَمَتْهُم( ) كلَّ زارٍ وعايبِ

ِ
   
65- وما زال نُوْحٌ عند ذي العرش فاضلاً
   
يُعَدِّدُه في ( ) المصطَفين الأطاييبِ
ِ    
66- وَلمْكٌ أبوه كان في الروع رائضاً
   
جريئاً على نفس( ) الكميّ المُضاربِ
   
67- ومِن قبل لَمْكٍ لم يزل مَتوشلِخٌ
   
يذود العدا ( ) بالذائدات الشواذبِ
   
68- وكانت لإدريس النبيّ منازل
   
من الله، لم يُعْزَز( )  بهمة راغبِ
   
69- ويادَرُ بَحرٌ عند أهل سماته
   
أبيُّ الخزايا، ( ) مستِدقُّ المذاهبِ
   
70- وكانت لمهلاييلَ فيهم فضايلٌ
   
مهذَّبة من( ) فاحشات المثالبِ
   
71- وقَيْنانُ مِن قبلُ اقتنى مجدَ قومه
   
وفات بشأوِ الفضل( )  حدَّ الركايبِ
   
72- وكان أنوش ناشَ للمجد نفسه
   
ونزّهها عن مُرِديات المطالبِ
   
73- وما زال شيتٌ بالفضائل فاضلاً
   
سريّاً بريّاً من( )  ذميم المعايبِ
   
74- وكلُّهمُ مِن نور آدم اقبسوا
   
وعن عوده أجنوا ثمار المناقبِ
   
75- وكان رسول الله أكرمَ مُنْخَبٍ
   
جرى في ظهور( )  الطيبين المناخبِ
   
76- عقايلُه، آباؤه، أمّهاته
   
مبرأةٌ من ( ) فاضحات المثالبِ
   
77- عليه سلام الله في كل شارق
   
ألاحَ لنا ضوءاً، وفي كل غاربِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق