الثلاثاء، 4 يونيو 2013

ومن بعد مـا طفنـا طواف وداعنــا

ومن بعد مـا طفنـا طواف وداعنــا *** رحلنـا لمغنى المصطفى ومصـلاه 
ووالله لو أن الأســنة أشـرعــت *** وقـامت حروب دونه ما تركنــاه 
ولو أننـا نسعـى على الروس دونـه *** ومن دونه جفـن العيون فرشنـاه 
وتمـلك منـا بالوصـول رقـابنــا*** ويسـلب منـا كل شيء ملكنــاه 
لكــان يسـيرا في مـحبة أحمــد *** وبالروح لو يشرى الوصال شريناه 
ورب الورى لولا محمــد لـم نكـن *** لطيبة نسـعى والركـاب شددنـاه 
ولولاه مــا اشتقنـا العقيق ولا قبـا *** ولولاه لـم نهـو المدينــة لولاه 
هو القصـد إن غنت بنجـد حـداتنـا *** وإلا فمــا نجـد وسـلع أردنـاه 
ومــا مكة والخيف قل لي ولا منـى *** ومــا عرفـات قبل شرع أرانـاه 
بـه شـرفت تلك الأمـاكـن كلهــا *** وربك قـد خـص الحبيب وأعطـاه 
لمسجـده سـرنا وشـدت رحـالنـا *** وبين يديه شـوقنـا قـد كشفنـاه 
قـطـعنـا إليـه كـل بر ومـهمـه *** ولا شــاغل إلا وعنـا قطعنــاه 
كـذا عزمـات السـائرين لطـيبــة*** رعى الله عزمــا للحبيب عزمنـاه 
وكم جبـل جـزنا ورمـل وحـاجـر *** ولله كم واد وشـعب عـبرنـــاه 
ترنحـنـا الأشـواق نحـو محمــد *** فنسري ولا ندري بما قد سـرينـاه 
ولمـا بدا جــزع العـقيق رأيتنــا *** نشاوى سكارى فـارحين برؤيــاه 
شـممنـا نسـيما جاء عن نحو طيبة *** فأهلا وسهلا يا نسيمـا شـممنـاه 
فقـد ملئت مـنــا القلـوب مسـرة *** وأي سرور مثل مـا قد سررنــاه 
فـواعجبـاه كـيف قـرت عيـوننـا *** وقـد أيقنت أن الحـبيب أتينـــاه 
ولقيـاه مـنــا بعـد بعـد تقـاربت *** فوالله لا لقيــا تعــادل لقيـــاه 
وصـلنــا إليـه واتصـلنـا بقربـه *** فلله مــا أحلى وصـولا وصلنـاه 
وقفنــا وسـلمنــا عليـه وإنــه*** ليسمعنـا مـن غير شك فدينـــاه 
ورد علينــا بالســـلام سـلامنـا *** وقـد زادنـا فوق الذي قـد بدأنـاه 
كـذا كـان خلـق المصطفى وصفاته *** بذلك في الكتب الصحـاح عرفنــاه 
وثـم دعـونــا للأحبــة كلهــم *** فكم من حبيب بالدعـا قد خصصنـاه 
وملنـا لتســليم الإمـامين عنــده *** فإنهمـا حقــا هنــاك ضجيعـاه 
وكم قد مشينـا في مكـان به مشـى*** وكم مـدخـل للهـاشمي دخلنــاه 
وآثــاره فيهــا العيـون تمتعـت *** وقمنـا وصـلينـا بحيث مصــلاه 
وكم قـد نشرنـا شوقنـا لحبيبنــا *** وكـم مـن غليل في القلوب شفينـاه 
ومسجــده فيـه سجدنـا لربنــا *** فلله ما أعـلى سـجودا سـجدنــاه 
بروضتـه قمنـا فهــاتيك جنــة *** يـا فوز مـن فيهـا يصلي وبشـراه 
ومـنبره الميمــون منـه بقيــة*** وقفنـا عليهـا والفـؤاد كـررنــاه 
كـذلك مـثل الجـذع حـنت قلوبنـا *** إليـه كمــا ود الحـبيب وددنــاه 
وزرنـا قبـا حبـا لأحمـد إذ مشـى *** عسى قدما يخطو مقامــا تخطــاه 
لنبعـث يوم البعـث تحـت لوائــه *** إذ الله مـن تلك الأمـاكـن نــاداه 
وزرنـا مـزارات البقيـع فـليتنــا *** هنـاك دفنـا والممــات رزقنــاه 
وحمـزة زرناه ومـن كـان حولـه *** شهيـدا وأحـدا بالعيـون شهدنـاه 
ولمـا بلغنـا مـن زيــارة أحمـد *** منانا حمدنــا ربنــا وشكرنــاه 
ومن بعد هذا صـاح بالبين صـائـح *** وقـال ارحلوا يا ليتنـا ما أطعنــاه 
سـمعنـا له صـوتـا بتشتيت شملنا *** فيـا مـا أمر الصوت حين سمعنـاه 
وقمنـا نؤم المصطفــى لوداعــه *** ولا دمـع إلا للـوداع صـببنـــاه 
ولا صـبر كيف الصـبر عند فراقـه *** وهيهـات إن الصـبر عنه صرفنـاه 
أيصـبر ذو عقــل لفرقـة أحمــد *** فلا والذي من قـاب قوسين أدنــاه 
فـوا حسـرتـاه مـن وداع محمـد *** وأواه مــن يــوم التفــرق أواه 
سـأبكي عليـه قـدر جهدي بناظـر *** من الشوق ما ترقى من الدمع غربـاه 
فيـا وقت توديعـي له مـا أمـره *** ووقت اللقـا والله مــا كـان أحـلاه 
عسـى الله يدنيني لأحمـد ثانيــا *** فيـا حبذا قـرب الحـبيب ومدنــاه 
فيـا رب فـارزقني لمغنـاه عـودة *** تضـاعف لنـا فيه الثواب وترضــاه 
رحلنـا وخلفنـا لديـه قلوبنـــا *** فكم جســد مـن غير قلب قلبنــاه 
ولمـا تركنـا ربعـه من ورائنــا *** فـلا نـاظــر إلا إليـه رددنـــاه 
لنغنـم منـه نظـرة بعد نظـــرة *** فلمــا أغبنــاه الشـرور أغبنــاه 
فلا عيش يهنى مع فراق محمـــد *** أأفقـد محـبوبي وعيشـي أهنـــاه 
دعوني أمت شوقا إليه وحرقـــة *** وخطـوا عـلى قـبري بأني أهــواه 
فيا صـاحبي هذي التي بي قد جرت *** وهذا الذي في حجنــا قـد عملنــاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق