الأحد، 26 مايو 2013

سكنتَ الجوارحَ والأعظُما

سكنتَ الجوارحَ 
والأعظُما
سكنتَ الشعورَ
وما زالَ طيفُك لي مُلهما
حبيبيَ أنتَ
رضعتُ مع اللبن المُشتهى
حبَّك الأكرما
رضعتُ الهدى
من عُلاك
وقلبي له أسلما
تحدَّرَ منْ شفتيك
الضياءُ
ومنْ راحتيك
تدفق نبعُ السما
ومنْ راحتيك اللتين
أقدِّسُ
جئتُ لأرشفَ عذبَ
الرحيق
وأغسلَ كلَّ الخطايا
بنهرك
يا خيرَ من علما
رأيتك يا سيدي
مشرقا
كالصباح
تُجلي بنورك
كلَّ الدروب
تلملمُ كلَّ شتات
القلوب
توزِّع بين الرجال ورودَ
الإخاء
وكنتَ لجرح الورى
بلسما
وكنتَ السناءَ
إذا العتمُ طمَّ
وكنتَ السياجَ
إذا الغولُ
حوَّم حول الحمى
وتبعثُ في الأفق
دفءَ الحضارهْ
تكسو المدى بالنضارهْ
توقظ بالفطرة
النوَّما
بوحيكَ هبَّت
وسمحاءَ هلت
تُطاولُ في عزِّها
الأنجما
وباسمك حمحمت
السابحاتُ
وباسمك في كلِّ ثغر
شدا الفاتحون
وباسمك ليلٌ توارى
وشلالُ فجر هَمَا
وجازتْ خُطاك
الغمامَ
وجازتْ
وكانتْ خلائقك
السلَّما
غشتك الخطوبُ
فلمْ تأسَ يوما
ولمْ تتهيبْ
عواءَ الرياح
وما كنتَ يا سيدي
محجما
حبيبيَ أنتَ
رسمتَ عُلانا
على مَفرق الكون
بلغتنا الأمنياتِ
الحسانَ
سكبتَ علينا
الحنانَ
وكنتَ الهدية
والمغنما
هتفتَ: أنا رحمةُ العالمين
فضاعتْ بطاحٌ
من المسك
هللَ كونٌ
وعى نهجَك الأقوما
ولمَّا تنادوا لإطفاء
نورك
بعثرتَهم في الفجاج
وصوتُك ينداحُ:
شاهتْ وجوهُ العمى!

وهاهمْ أولاءِ يجيئون
عبر القرون
فشرِّدْ بهم
مَنْ وراء الحصون:
لُعنتمْ وشاهتْ وجوهُ العمى
حبيبيَ أنتَ
وعمريَ أنتَ
وكيف ينالونَ منك
ولمَّا يزلْ
وجهُك الأكرما
ولمَّا تزلْ أنتَ
صنوَ الجمال
رديفَ الكمال
وكنتَ خلال الزمان

الفتى الأعظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق