الأحد، 26 مايو 2013

هو الرسول فكن في الشعر حسانا

هو الرسول فكن في الشعر حسانا * وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى * وكسا بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ * بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده * وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به * لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا * يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه * يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله * كشرت أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها * جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟! ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا * يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له * بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية * لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ * تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها * لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها * ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا * وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ * والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" * وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ * ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ * في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ * مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً * إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله * كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو * يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها * أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا * في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته * وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته * ومن بنى يهمو للحق أركانا
خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم * تضوع بين الورى روحًا وريحانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة * كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً * بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل * عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة * أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم * أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم * وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو * فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة * باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا * وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم * والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن * صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً * باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته * والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته * والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا * روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو * لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً * كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب * يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا * أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، * وأنر طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا * كيدًا وتفتح لل***ون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية * تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ * يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها * حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا * وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا * وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى * يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت * ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ * فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا * وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة * ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ * ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا * بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به * وشاء ربك أن نزداد إيمانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق