الأحد، 26 مايو 2013

خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ

خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ*** بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عندَ باطلِ
خليليَّ إنَّ الرأيَ ليسَ بِشِركة ٍ ***ولا نَهْنَهٍ عندَ الأمورِ البَلابلِ
ولمّا رأيتُ القومَ لا وُدَّ عندَهُمْ*** وقد قَطَعوا كلَّ العُرى والوَسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة ِ والأذى **8وقد طاوَعوا أمرَ العدوِّ المُزايلِ
وقد حالَفُوا قوما علينا أظِنَّة ً **يعضُّون غيظا خَلفَنا بالأناملِ
صَبرتُ لهُمْ نَفسي بسمراءَ سَمحة ٍ ***وأبيضَ عَضْبٍ من تُراث المقاوِلِ
وأحْضَرتُ عندَ البيتِ رَهْطي وإخوتي*** وأمسكتُ من أثوابهِ بالوَصائلِ
قياما معا مستقبلين رِتاجَهُ ***لدَى حيثُ يَقضي نُسْكَهُ كلُّ نافلِ
وحيثُ يُنِيخُ الأشعرونَ ركابَهُم** بِمَفْضَى السُّيولِ من أسافٍ ونائلِ
مُوسَّمَة َ الأعضادِ أو قَصَراتِها **مُخيَّسة ً بين السَّديس وبازِلِ
تَرى الوَدْعَ فيها والرُّخامَ وزينة ً **بأعناقِها معقودة ً كالعثاكلِ
أعوذُ بربِّ النَّاسِ من كلِّ طاعِنٍ** عَلينا بسوءٍ أو مُلِحٍّ بباطلِ
ومِن كاشحٍ يَسْعى لنا بمعيبة ٍ*** ومِن مُلحِقٍ في الدِّين ما لم نُحاولِ
وثَوْرٍ ومَن أرسى ثَبيراً مَكانَه*** وعَيْرٍ ، وراقٍ في حِراءٍ ونازلِ
وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة ***ٍ وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ
وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ **إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ
ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة** َ على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ
وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا** وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ
ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ** ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ
وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ **إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ
وتَوْقافِهم فوقَ الجبالِ عشيَّة ً** يُقيمون بالأيدي صُدورَ الرَّواحِلِ
وليلة ِ جَمعٍ والمنازلُ مِن مِنى ً **وما فَوقَها من حُرمة ٍ ومَنازلِ
وجَمعٍ إذا ما المَقْرُباتُ أجزْنَهُ **سِراعاً كما يَفْزَعْنَ مِن وقعِ وابِلِ
وبالجَمْرَة ِ الكُبرى إذا صَمدوا لها **يَؤمُّونَ قَذْفاً رأسَها بالجنادلِ
وكِنْدَة ُ إذْ هُم بالحِصابِ عَشِيَّة ً **تُجيزُ بهمْ حِجاجَ بكرِ بنِ وائلِ
حَليفانِ شَدَّا عِقْدَ ما اجْتَمعا لهُ **وردَّا عَليهِ عاطفاتِ الوسائلِ
وحَطْمُهمُ سُمْرَ الرِّماحِ معَ الظُّبا** وإنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابلِ
ومَشئْيُهم حولَ البِسالِ وسَرْحُهُ **وشِبْرِقُهُ وَخْدَ النَّعامِ الجَوافلِ
فهل فوقَ هذا مِن مَعاذٍ لعائذٍ** وهَل من مُعيذٍ يَتَّقي اللَّهَ عادِلِ؟
يُطاعُ بنا الأعدا وودُّا لو أنَّنا** تُسَدُّ بنا أبوابُ تُركٍ وكابُلِ
كذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْركَ مكَّة ً** ونظعَنَ إلاَّ أمرُكُم في بَلابلِ
كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا** ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ
ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ **ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ
وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ **نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل
وحتَّى يُرى ذو الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ** منَ الطَّعنِ فِعلَ الأنكَبِ المُتَحامِل
وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى **لَتَلْتَبِسَنْ أَسيافُنا بالأماثلِ
بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع **أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ
شُهورا وأيّاما وحَولاً مُجرَّما **عَلينا وتأتي حِجَّة ٌ بعدَ قابلِ
وما تَرْكُ قَومٍ ، لاأبالك ، سَيِّدا** يَحوطُ الذِّمارَ غَيرَ ذَرْب مُواكلِ؟
وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ** ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ
يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ **فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضلِ
لعَمري لقد أجرى أُسَيْدٌ ورهطُهُ **إلى بُعضِنا وجزَّآنا لآكلِ
جزَتْ رحِمٌ عنَّا أُسَيداً وخالداً **جزاءَ مُسيءٍ لا يُؤخَّرُ عاجِلِ
وعثمانُ لم يَرْبَعْ عَلينا وقُنْفُذٌ **ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ
أطاعا أُبيّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم **ولم يَرْقُبا فينا مقالَة َ قائلِ
كما قَد لَقِينا من سُبَيعٍ ونَوفَلٍ** وكلُّ تَوَلَّى مُعرضاً لم يُجاملِ
فإن يُلْقَيا أو يُمكنَ اللهُ منهما** نَكِلْ لهُما صاعاً بكَيْلِ المُكايلِ
وذاكَ أبو عمرٍو أبى غيرَ بُغضِنا **لِيَظْعَننا في أهلِ شاءٍ وجاملِ
يُناجَى بنا في كلِّ مَمْسى ً **ومُصْبِحٍ فناجِ أبا عَمْرٍو بنا ثمَّ خاتِلِ
ويُقْسِمُنا باللهِ ما أن يَغُشَّنا **بلى قد نراهُ جَهرة ً غيرَ حائلِ
أضاقَ عليهِ بُغْضَنا كلَّ تَلْعة** ٍ منَ الأرض بينَ أخشُبٍ فمَجادلِ
وسائلْ أبا الوليدِ: ماذا حَبَوْتَنا **بسَعْيِكَ فينا مُعْرِضا كالمُخاتِلِ؟
وكنتَ امرأً ممَّنْ يُعاشُ برأيهِ **ورحمتُه فينا ولستَ بجاهلِ
أَعُتْبة ُ، لا تَسمعْ بنا قولَ كاشِحٍ **حَسودٍ كذوبٍ مُبغِضٍ ذي دَغاوُلِ
وقد خِفْتُ إنْ لم تَزْجُرَنْهُمْ وتَرْعَووا** تُلاقي ونَلْقَى منك إحْدَى البَلابلِ
ومَرَّ أبو سُفيانَ عنِّيَ مُعْرضا** كما مَرَّ قَيْلٌ مِن عِظامِ المَقاوِلِ
يَفرُّ إلى نَجدٍ وبَرْدِ مياههِ*** ويَزْعمُ أنِّي لستُ عنكُم بغافلِ
وأَعلمُ أنْ لا غافلٌ عن مَساءَة **ٍ كفاك العدوُّ عندَ حقٍّ وباطلِ
فميلوا عَلينا كُّلكُمْ؛ إنَّ مَيْلَكُمْ **سَواءٌ علينا والرياحُ بهاطلِ
يخبِّرُنا فِعلَ المُناصِح أنَّهُ ***شَفيقٌ ويُخفي عارماتِ الدَّواخلِ
أمُطعِمُ لم أخذُلْكَ في يومِ نجدة ٍ **ولا عندَ تلك المُعْظماتِ الجِلائلِ
ولا يومِ خَصمٍ إذْ أتَوْكَ ألدَّة ٍ أُولي** جَدَلٍ من الخُصومِ المُساجِلِ
أمطعمٌ إنَّ القومَ ساموك خَطَّة **ً وإنَّي متى أُوكَلْ فلستُ بوائلِ
جَزى اللهُ عنّا عبدَ شَمسٍ ونَوفلاً** عُقوبة َ شَرٍّ عاجلاً غيرَ آجِلِ
بميزانِ قِسْطٍ لا يَغيضُ شَعيرة ً له ***شاهدٌ مِن نفسهِ حقُّ عادلِ
لقد سَفَهتْ أحلامُ قَومٍ تبدَّلوا** بَني خَلَفٍ قَيضا بنا والغَياطلِ
ونحنُ الصَّميمُ مِن ذُؤابة ِ هاشمٍ **وآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأوائلِ
وكانَ لنا حوضُ السِّقاية ِ فيهمِ*** ونحنُ الذُّرى منُهمْ وفوقَ الكواهلِ
فما أدركوا ذَخْلاً ولا سَفكوا دَماً** ولا حَالفوا إلاَّ شِرارَ القبائلِ
بَني أمَّة ٍ مجنونة ٍ هِنْدَكيَّة ٍ** بَني جُمَحٍ عُبَيدَ قَيسِ بنِ عاقلِ
وسهمٌ ومخزومٌ تَمالَوا وألَّبُوا عَلينا** العِدا من كلِّ طِمْلٍ وخاملِ
وشائظُ كانت في لؤيِّ بنِ غالبٍ **نفاهُمْ إلينا كلُّ صَقْر حُلاحِل
ورَهْطُ نُفَيلٍ شرُّ مَن وَطىء َ** الحصى وأَلأَمُ حافٍ من معدٍّ وناعلِ
أعبدَ منافٍ أنْتُمو خيرُ قَومِكُمْ** فلا تُشْرِكوا في أمرِكم كلَّ واغلِ
فقد خِفتُ إنْ لم يُصْلحِ اللهُ أمْرَكُمْ** تكونوا كما كانَتْ أحاديثُ وائلِ
لَعَمري لقَدْ أُوْهِنْتُمو وعَجزتُموْ** وجِئتُمْ بأمرٍ مُخطىء ٍ للمَفاصلِ
وكُنْتُمْ قَديماً حَطْبَ قِدْرٍ فأنتمو **أَلانَ حِطابُ أقدُرٍ ومَراجِلِ
لِيهْنئْ بَني عبدِ منافٍ عُقوقُها **وخَذْلانُها، وتَرْكُنا في المعاقلِ
فإنْ يكُ قَومٌ سرَّهُمْ ما صَنَعْتُمو **ستحتلبوها لاقحاً غيرَ باهلِ
فبلِّغْ قُصَيّا أنْ سَيُنْشَرُ أمرُنا** وبَشِّرْ قُصيًّا بعدَنا بالتَّخاذُلِ
ولو طَرقتْ ليلاً قُصيّاً عَظيمة ٌ **إذا ما لجأنا دونَهُم في المداخلِ
ولو صُدقوا ضَرباً خلالَ بُيوتِهم** لكنَّا أُسى ً عندَ النَّساءِ المَطافلِ
فإنْ تكُ كعبٌ من لؤيٍّ تجمَّعتْ **فلا بُدَّ يوما مرَّة ً مِنْ تَزايُلِ
وإنْ تَكُ كعبٌ من كعوبٍ كثيرة ٍ **فلا بدَّ يوما أنَّها في مَجاهِلِ
وكلُّ صديقٍ وابنُ أختٍ نَعُدُّهُ** وجدْنا لعَمري غِبَّهُ غيرَ طائلِ
سِوى أنَّ رَهْطاً مِن كلابِ بنِ مُرَّة **ٍ بَراءٌ إلينا من معقَّة ِ خاذلِ
بَني أسَدٍ لا تُطرِفُنَّ على القَذى** إذا لم يقلْ بالحقِّ مِقْوَلُ قائلِ
فنعْمَ ابنُ أختِ القَومِ غيرَ مُكذَّبٍ** زُهيرٌ حُساما مُفردا مِن حَمائلِ
أَشَمُّ منَ الشُّمِّ البهاليلِ يَنْتَمي **إلى حَسبٍ في حَوْمة ِ المَجْدِ فاضلِ
لعَمري لقد كَلِفْتُ وَجْدا بأحمدٍ** وإخوتهِ دأبَ المحبِّ المُواصِلِ
أقيمُ على نصرِ النبيِّ محمدٍ** أقاتلُ عنهُ بالقَنا والقنابلِ
فلا زالَ في الدُّنيا جَمالاً لأهلِها **وزَينا لم ولاَّهُ رَبُّ المشاكِلِ
فمَنْ مثلُهُ في النَّاسِ أيُّ مؤمَّلٍ** إذا قاسَه الحكَّامُ عندَ التَّفاضُلِ
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غيرُ طائشٍ** يُوالي إلها ليسَ عنهُ بغافلِ
فأيَّدَه ربُّ العبّادِ بنصرهِ*** وأظهرَ دَينا حقُّه غيرُ ناصلِ
فو اللهِ لولا أن أَجيءَ بسُبَّة **ٍ تَجُرُّ على أشياخنا في المَحافلِ
لكنَّا اتَّبعْناهُ على كلِّ حالة ٍ** منَ الدَّهرِ جِدا غيرَ قَولِ التَّهازُلِ
لقد عَلموا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ** لَدَيهم ولا يُعْنى َ بقَوْلِ الأباطلِ
رجالٌ كِرامٌ غيرُ مِيلٍ نَماهُمو** إلى الغُرِّ آباءٌ كرامُ المَخاصلِ
دَفَعناهُمو حتَّى تَبدَّدَ جَمعُهُمْ** وحسَّرَ عنّا كلُّ باغٍ وجاهلِ
شَبابٌ منَ المُطَيَّبين وهاشمٍ** كبيضِ السُّيوفِ بينَ أيدي الصَّياقلِ
بِضَربٍ تَرى الفتيانَ فيهِ كأنَّهُم** ضَواري أسودٍ فوقَ لحمٍ خَرادلِ
ولكنَّنا نسلٌ كرامٌ لسادة ٍ**وأيُّهُمْ يفوزُ ويعلو في ليالٍ قلائلِ
وأيُّهُمو منِّي ومنْهُم بسيفهِ** يُلاقي إذا ما حانَ وقتُ التَّنازُلِ
ومَنْ ذا يمَلُّ الحربَ مني ومِنْهمو **ويحمدُ في الاڑفاقِ مِن قَولِ قائلِ؟
فأصبحَ فينا أحمدٌ في أُرومة ٍ **تُقصِّرُ عنها سَورة ُ المُتَطاوِلِ
كأنَّي به فوقَ الجيادِ يقودُها** إلى معشرٍ زاغوا إلى كلِّ باطلِ
وجُدْتُ نفسي دونَهُ وحَمَيتُهُ** ودافَعْتُ عنه بالطُّلى والكلاكلِ
ولا شَكَّ أنَّ اللهَ رافعُ أمرِهِ** ومُعليهِ في الدُّنيا ويومَ التَّجادُلِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق