الأحد، 26 مايو 2013

تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي


تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي *** وما دروا أن حبي صغته بدمي 

أستـغفر الله ما ليـلى بفاتنتي *** ولا سعاد ولا الجــيران في أضم 

لكن قلبي بنار الشوق مضطرم *** أف لقلب جمـود غير مضـطرم 

منحت حبي خير الناس قاطبة *** برغم من أنـفه لا زال في الـرغم 

يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه *** وأقرأ بــربك مبدأ سورة القلم 

شهم تشيد به الدنيا برمتها *** على المنـائر من عرب ومن عجم 

أحيا بك الله أرواحا قد اندثرت *** في تربة الوهم بين الكأس والصنم 

نفضت عنها غبار الذل فاتقدت *** وأبــدعت وروت ما قلت للأمم 

ربيت جيلا أبيا مؤمنــا يقظا *** حسو شــريعتك الغراء في نهم 

مـحابر وسـجلات وأندية *** وأحـرف وقـواف كن في صــــمم 

فمن أبو بكر قبل الوحي من عمر ** ومــن علي ومن عثمان ذو الرحم ؟ 

من خالد من صلاح الدين قبلك *** من مالك ومن النعمـان في القمم ؟ 

من البخاري ومن أهل الصحاح ** ومن سفيان والشافعي الشهم ذو الحـكم ؟ 

من ابن حنبل فينا وابن تيمية *** بل المــلايين أهل الفضل والشمم ؟ 

من نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا*** أنت الإمــام لأهل الفضل كلهم 

ينام كسرى على الديباج ممتلئا *** كبرا وطـــوق بالقينـات والخـدم 

لاهم يحمله لا دين يحكمه *** على كؤوس الخنــا في ليل منسـجم 

أما العروبة أشلاء ممزقة *** من التسلط والأهـواء والغشم 

فجئت يا منقذ الإنسان من *** خطر كالبدر لما يجـلي حالك الظلم 

أقبلت بالحق يجتث الضلال *** فلا يلقى عـدوك إلا علقم الندم 

أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهندواني في الأعنـاق واللــمم 

فكنت أثبتهم قلبا وأوضحهم *** دربا وأبـعدهم عن ريبـــة التـــــهم 

بيت من الطين بالقرآن تعمره *** تبا لقصــر منيف بـــــات في نغم 

طعامك التمر والخبز الشعير *** وما عينـاك تعـدو إلى اللـذات والنعم 

تبيت والجوع يلقى فيك بغيته *** إن بــات غيرك عبد الشــحم والتخم 

لما أتتك { قم الليل } استجبت لها *** العيــن تغفو وأمــآا القلب لم ينم 

تمسى تناجي الذي أولاك نعمته *** حتى تغلـغلت الأورام في الــــقدم 

أزيز صدرك في جوف الظلام سرى *** ودمع عينــــيك مثل الهاطل العمم 

الليل تســهره بالوحي تعمــره *** وشيـــبتك بهـود آية استــــقم 

تسـير وفق مـراد الله في ثقة *** ترعاك عين إلـه حــافظ حكم 

فوضت أمــرك للديان مصطبرا *** بصــدق نفس وعزم غير منثلم 

ولَّى أبــوك عن الدنيا ولم تره *** وأنت مرتــهن لا زلــت في الرحم 

ومــاتت الأم لمّا أن أنست بها *** ولم تكـن حين ولــت بالغ الحلم 

ومــات جدك من بعد الولوع به *** فكنت مـن بعدهم في ذروة اليتم 

فجاء عمــك حصنا تستكن به *** فاختـاره الموت والأعداء في الأجم 

تــرمى وتؤذى بأصناف العذاب *** فمـا رئيت في كــوب جبار ومنتقم 

حتى عــلى كتفيك الطاهرين رموا *** سلا الجزور بكـف المشرك القزم 

أما خديــجة من أعطتك بهجتها *** وألبستك ثيـاب العطف والكرم 

غدت إلى جنــة الباري ورحمته *** فأسلمـتك لجرح غير ملتئم 

والقلب أفعم من حب لعائشة *** ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي 

وشـــج وجهك ثم الجيش في أحد *** يعــود ما بين مقــتول ومنهزم 

لمـــا رزقت بإبراهيم وامتلأت به *** حيــاتك بات الأمـــر كالعدم 

ورغــم تلك الرزايا والخطوب وما *** رأيت من لـوعة كبرى ومن ألم 

ما كنت تحمل إلا قلــب محتسب *** في عزم متـقد في وجه مبتسم 

بنيت بالصبــر مجدا لا يماثله *** مجد وغـيرك عن نهج الرشاد عمى 

يا أمة غفلت عن نهجه ومضـت *** تهيم من غير لا هدى ولا علم 

تعيش في ظلــمات التيه دمرها *** ضعــف الأخوة والإيمان والهمم 

يوم مشـرقة يوم مغربة *** تسعى النيـل دواء من ذوي سقم 

لن تهتـدي أمة في غير منهجه *** مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم 

ملح أجاج ســراب خادع خور *** ليســت كمثل فرات سائغ طعم 

إن أقفــرت بلدة من نور سنته *** فطائر السـعد لم يهوي ولم يحم 

غنى فــؤادي وذابت أحرفي *** خجلا ممـــن تألق في تبجيله كلمي 

يا ليتـني كنت فردا من صحابته *** أو خــادما عنده من أصغر الخدم 

تجود بالدمـع عيني حين أذكره *** أما الفــؤاد فللحوض العظيم ظمي 

يا رب لا تحـرمني من شفاعته *** في موقف مــفزع بالهول متسم 

ما أعـذب الشعر في أجواء سيرته *** أكرم بمبتدأ مــنه ومــــختتم 

أبدعـت ميمية بالحب شاهدة *** أشدوا بها من جـوار البيت والحرم 

بقدر عمرك ما زادت وما نقصت *** والفضـل فيها لرب الجود والكرم 

تغنيــك رائعتي عن كل رائعة *** ممـا سيأتي ومما قيل في القدم 

لأنها مــن سليل البيت أنشدها *** لجـده في بديـع الصوت والنغم 

إن كان غيري له من حبكم نسب *** فلي أنا نسـب الإيمان والرحم 

إن حل في القلب أعلى منك منزلة *** في الحب حاشا إلهي بارئ النسم 

فمزق الله شريــاني وأوردتي *** ولا مشت بي إلي ما أشتهي قدمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق