الثلاثاء، 28 مايو 2013

فلينصت الكون وليسمع لي البشر


فلينصت الكون وليسمع لي البشر

وليقصف الرعد وليهتف لي المطر
ولتنزو الشمس عن أفلاكها خجلاً
وليستتر بعدها في خدره القمر
ولتنهدم بارعات الفخر من وجلٍ
فإنني برسول الله مفتخر
من أين أبدأ فالوجدان ملتهب
وبين نار المعاني جُنَّت الصور
بل كيف أبدأ والأخلاق ساطعة
وفي شعاع السجايا يسبح البصر
تجثوا القصائد دون المدح قاصرةً
حتى ولو نُضِّدت في مدحك الدرر
أأذكر الجود ؟ من كفيك منبعه
من راحتيك عيون الجود تنفجر
فليسألوا (الصُّفَة) الغراء عن كرم
كانت له خلجات النفس تزدهر
أبو هريرة لما خر ملتوياً
من شدة الجوع والأسقام يعتصر
سددتم بغداء العطف جوعته
ثم ابتدى جودكم كالغيث ينهمر
أم أذكر العطف ؟ من عينيك مطلعه
لله ما هلت العينان من مطر
حتى الصغير اليهودي الذي حضرت
ساعات مصرعه والأهل قد حضروا
أشفقت أن تلفح النيران بسمته
فرحت تنصحه والكل منبهر
يقلب المتعب المسكين مقلته
في وجه والده والقلب منكسر
حتى تلفظ والأبصار خاشعة
أطع أبا القاسم وليهنك الظفر
فاهتزت الأرض من أركانها فرحاً
وقالها ثم أمضى سيفه القدر
أَلْبَسْتُمُ عظماء الأرض فضلتكم
إن النجوم بنور الشمس تستتر
فجرتم الحب في الصماء من أُحُد 
بالله كيف يُحِبُّ الصخرُ والحجر
ذكراكم روضة في قلب صاحبها
أمطارها من غمام العين تنهمر
لم يصبر الجذع عن أشواقه فبكى
فكيف يصبر عن أشواقه البشر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق